أما بعد

وبكل لحظة علينا تمر
تجزع النفس بما لا يسر
أشلاء وجثث بلا حصر
الكل محاصر ومنتظر
دوره في الموت بالقدر
لا صوت يثور و لا يزأر
صم عمي بكم لا يجسر
كفى لهذا العبث والفجر
بأي ذنب يقتل الحر
أرضي لي وسمائي والبحر
لعالم ضل وارتضى القهر
وأمة العرب لا حس ولا خبر
أحياء كما الأموات بالقبر
لاترى لاتسمع ولا تبصر
بمشهد مخز لا يسر لا يقشعر
له جلد ولا شعر تبلدت فيهم المشاعر
قد آثروا القعود ولا فخر
لم يدركوا ما الخطب ألم يروا أم تصيح في قهر ؟
تحادث أبنائها الثلاثة توصيهم بأن يكونوا بالقبر
معا ولا يخشوا أي شر
تزغرد كأنها تزفهم بفخر
ودموعها تجري كالنهر
وأمة فقدت سمات النخوة ماعاد لها فجر
ولا عصر لهت بما لذ وطاب وأطفال سلمى ينقبوا عبثا عن رغيف خبز يا بشر أو كسر لكن لا تبتئس وليدي المحاصر لا تجعل اليأس له ممر في نفسك فسيبزغ الفجر والله معك و بالوعد أمر أنك في انتظار يوم أغر لا تتباكوا على خير البشر قولوا سلاما لشهداء كثر وقولوا كنا نود ولكن قدر أننا لم نعد بعد أحفاد عمر

للكاتب والشاعر د. زين العابدين فتح الله