إلى من يسألون: لماذا الطيران الأردني يلاحق المسيرات الإيرانية ولا يلاحق الإسرائيلية؟
إلى من يسألون: لماذا الطيران الأردني يلاحق المسيرات الإيرانية ولا يلاحق الإسرائيلية؟
الدكتور محمد العبادي
سؤال مهم جداً، وفعلاً الكثير من الناس تتساءل لماذا الأردن يلاحق المسيرات الإيرانية ولا يلاحق المسيرات الإسرائيلية.
الجواب على هذا السؤال او الاشكال سهل جداً ،
ببساطة، لأن الطائرات أو المسيرات الإسرائيلية لا تعبر الأجواء الأردنية أصلاً عند تنفيذ عملياتها ضد إيران، بل تسلك مسارات جوية عبر دول مجاورة مثل سوريا والعراق، وهذا موثّق في تصريحات رسمية وتقارير إعلامية عديدة.
أما المسيرات أو الصواريخ الإيرانية، فهي أحياناً تمر عبر الأجواء الأردنية أو تقترب منها، وهنا يتدخل الدفاع الجوي الأردني فوراً لحماية السيادة الوطنية، بغض النظر عن هوية الجسم الطائر أو هدفه. الأردن ملتزم بالحياد السياسي، لكنه على الأرض والجو يقف بقوة لحماية أجوائه، ولا يسمح لأي طرف باستخدام أراضيه أو سمائه في أي صراع.
الموضوع ليس انحيازاً لطرف ضد آخر، بل هو موقف سيادي بحت، فالقوات المسلحة الأردنية تدافع عن حدود الوطن فقط، وتمنع أي انتهاك مهما كان مصدره.
الأردن ملتزم بالقانون الدولي، وخاصة اتفاقية شيكاغو للطيران المدني، التي تمنع أي دولة من استخدام أجواء دولة اخرى دون إذن رسمي. لهذا السبب، أي طائرة أو مسيّرة تمر فوق الأردن دون تصريح تُعتبر انتهاكاً للسيادة، بغض النظر عن هويتها أو هدفها. الدفاع الجوي الأردني مجهز بأنظمة رصد متطورة، مثل الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي، لرصد أي جسم غريب والتعامل معه فوراً إذا اقترب من الأجواء الأردنية أو دخلها.
أما بالنسبة للمسيرات الإسرائيلية، فهي تتجنب الأجواء الأردنية تماماً عند تنفيذ عملياتها، حتى لا تخلق أزمة دبلوماسية أو عسكرية مع الأردن. الأردن لا يسمح لأي طرف باستخدام أجوائه للهجوم على دولة أخرى، وهذا موقف ثابت وعلني في السياسة الخارجية الأردنية.
بالتالي، كل تدخل من الدفاع الجوي الأردني هو دفاع عن السيادة فقط، وليس انحيازاً لأي طرف في الصراعات الإقليمية.
يعتمد على أنظمة دفاع جوي متطورة مثل صواريخ “باتريوت” الأمريكية، وأنظمة رادار حديثة قادرة على رصد وتتبع الأهداف الجوية بدقة عالية حتى على ارتفاعات منخفضة أو مسافات بعيدة. هذه الأنظمة فعّالة في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة، وقد استخدمها الأردن بالفعل خلال الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل في أبريل 2024، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأردنية عدة مسيّرات وصواريخ كانت تمر عبر الأجواء الأردنية لحماية أراضيه وسكانه من أي خطر محتمل.
الأردن أعلن أكثر من مرة أن تصديه لهذه الأهداف ليس دفاعاً عن إسرائيل أو غيرها، بل لحماية سيادته فقط. وحتى في الحالات السابقة، مثل الهجمات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، كان الموقف الأردني دائماً على الحياد مع التشديد على منع أي انتهاك لأجوائه.