يوم دراسي عودة الطيور

يوم دراسي جديد من الأيام التي تمتلئ بالمواقف ، يبدو أن هذا المكان جاذباً للمواقف التى لا تنتهى وهذه المرة كانت تخص بعض الطلاب القُدامى ، لا يمر يوم دراسي تقريباً دون زيارة أحدهم لي ، ليس بحثاً عن مصلحة ما ولكن للاطمئنان علي ، وربما لأنهم يفتقدون المكان وما فيه ، فتجد أعينهم تدور في أرجاء المكان ولا تُريد أعينهم أن تُضيع فرصة النظر إلى كل جزء في الغرفة لأنها تجعلهم يسترجعون ما مروا به من مواقف ، ويعترفون أنه مع صعوبة الثانوية العامة والضغط النفسي الذي مروا به خلالها ، أنها كانت من أمتع الأيام ، والتي تعلموا فيها الكثير… بنين وبنات يأتون وترتسم على وجوههم ابتسامة وسعادة ملحوظة ولكن سعادتهم لا تُقارن بسعادتي عندما أراهم ، فهم جزء موجود من حياتي ، مر بالطبع ولكنه لم يزول وموجود داخلى وعندما أرى الشخص استرجع جميع المواقف مع هذا الشخص وأين كان يجلس وطريقة كلامه حتى لحظات الخلاف بيننا اتذكرها وأبتسم . جاءت طالبة إلى مكان الدرس من فترة بسيطة ، كانت قد أنهت دراستها العام الماضى ،و قد جاءت قبل هذه المرة لتطمئن عليّ ولكن هذه المرة كانت مختلفة… جاءت تُبلغني خبر خطبتها ، وتدعوني للحضور وأنها ستكون سعيدة بذلك ، شعرت بسعادة حينها وباركت لها وقولت لها بالطبع سأكون حاضراً في الموعد ، وذهبت إلى هناك وجدتها عروس أو كما نسميها بالعامية ” عروسة ” شعرت بسعادة شديدة لرؤيتها كذلك وقد رأيتها سعيدة جداً عندما رأتني وهذا أسعدني جداً أيضاً ، وشعرت أني كنت مشاركاً في تكوين حياة جديدة لإنسان ربما بطريقة التدريس أو بفكرة أو كلمة قولتها وجعل هؤلاء الطلاب يرونني جزء من حياتهم ويريدونني أن أُشاركهم فيما سيمرون به من لحظات مثل هذه اللحظة الفريدة التي لا تمر في حياة أي إنسان غالباً إلا مرة واحدة ، فكُنت أجلس هناك وأشعر أني” أبو العروسة ” وليس فقط مُعلمها . طيور جميلة تمتلك قلوب جميلة لم تتلوث كثيراً بالحياة ، أراهم هكذا بالطبع ليس الجميع هكذا ، لكن الأغلبية ، ويعرفون من يُريد من ورائهم شيء ما ومَن يُريد أن يضيف لحياتهم شيء ما ، فمرحباً بكم أيها الطيور ، يُسعدني كثيراً هذا المرور ويبعث في قلبي دائماً السرور وأريد أن أكون بكم فخور ونباتكم في قلبي عميق الجذور ، ورؤيتكم أمامي تشرح الصُدور أُريد أن أكتب كثيراً عنكم ولكن ستجف أقلامي ولا تكفي السطور ، سأنتظر عودتكم دائماً لي ، فمن يشتاق لأحدٍ يزور .

محمد الشريف