ثقافة وفن

غادر جسدك

هل فكرت يوماً في مغادرة جسدك والعيش في جسد شخص آخر ؟ أو حتى العيش في زمان آخر؟أظنها فكرة مجنونة ولكن مجرد التفكير فيها يجعلك تكتشف الكثير من الحقائق ، أول ما ستكتشفه أن جسدك هو الجسد الوحيد الذي يتحمل ما تمارسه عليه من أعمال وضغوط ولكن جرب بخيالك وغادر ، ولتكن وجهتك جسد أحد المشاهير لترى كيف يعيش حياته المليئة بالترف والذي ستكتشف أيضاً أنها مليئة بكل ماهو مزيف والذي يخفيه معظمهم عن عيون المشاهدين ، وتكتشف حينها أنك غير مستعد على الإطلاق لتحمل هذا الكم الهائل من السيئات فقط لتتمتع ببعض الشهرة التى تزول لا محالة بعد أعوام قليلة ، ولذلك تسحب روحك وتتراجع إلى مكان آخر ، وربما تختار هذه المرة جسد أحد الشيوخ المشهود لهم بالسُمعة الطيبة ، ولكن تسأل نفسك حينها أسئلة منطقية ، هل تعلم ماذا فعل الشيخ فلان ليكون الشيخ فلان ؟ وهل أنت مستعد لتضحي بكل ما ضحى؟ تتمنى حينها أن تحصل على ما يحصل من أجر وهو حلم مشروع ولكن تشعر حينها أنك شخص أناني جداً لأنك لم تضحى بما ضحى هذا الرجل ، وما يحصل عليه الآن من حصاد وما سيحصل عليه ، كان قد عاش سنين في زراعته ورعايته حتى صار صرحاً عظيماً ، تتمنى حينها فقط أن تبني مثله أو أقل منه ولكن بنفسك . ولو خيروني أن أعيش فترة غير الفترة الحالية ،لاخترت أن أعيش تلك الفترة التي نراها في الأفلام الأبيض والأسود حيث الذوق الرفيع والتصرف بأصول والحياة البسيطة الخالية من التعقيدات الحديثة ، الفترة التي كان يتزوج الشاب في غرفة وأخيه في غرفة بجواره ويأكلون في طبق واحد ، ولكن أعيش في جسدي أنا ، لأن هذا الجسد تحمل كثيراً معي وإن ذهبت إلي زمان أو مكان أحبه ، لابد أن آخده معي .

محمد الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى