موازين

اننا لا نفرق بين موازين الدنيا وموازين الحق على الرغم موازين الدنيا كثيرة وغالية وموازين الحق اي الاخرة بسيطة وبدون ثمن ومنها على سبيل المثال ركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها او تقديم خدمة للناس بدون مقابل… إن إغفال الميزان الإلهي لحقيقة الدنيا والآخرة يجعل الإنسان يهبط في تفكيره وموازينه واهتماماته إلى مستوى البهائم ولا يدرك ذلك إلا من رأى وسمع أحوال الغافلين عن الآخرة حيث فساد الموازين واختلال المواقف واضطرابها، وهبوط الأخلاق، ودناءة الهمة… لا يتوقع من الغافلين عن الآخرة إلا مثل هذا فهم لا يرون إلا هذه الحياة الدنيا، فهم يتنافسون وينطلقون في جميع أمورهم من هذا الجحر الضيق فإن وزنوا الناس فبميزان الدنيا يزنون، وإن اتخذوا مواقفهم وبنوا أحكامهم فهم من هذه الدنيا ينطلقون، وإن كان لديهم شيء من الأخلاق فهو بقدر ما يحقق لهم مصلحة في هذه الدنيا… فإن رأوا مصالحهم في الظلم والكذب والنفاق فهم إليه يهرعون، وإن فرحوا أو حزنوا فللدنيا ، وإن أحبوا أو أبغضوا فللدنيا ، وإن أكرموا أو أهانوا فللدنيا؛ فهم بموازين الدنيا يزنون ومن أجلها يتحابون ويتعاونون ويتقاتلون ويتحاسدون وهذا هو ما عليه اغلبنا اليوم للأسف الشديد… لعل أبرز مثالين قصهما سبحانه وتعالى علينا في كتابه الكريم ، يظهر من خلالهما الفرق بين موازين البشر المادية والميزان الإلهي لحقيقة الدنيا والآخرة قصة قارون وسحرة فرعون وقصتهم مع موسی.

د.محمد صالح العويسي