سعادة الاسرة

نعلم ان الاسرة مكونة من زوج وزوجة وابناء وهم نواة المجتمع والعنصر الاساسي فيه . فالاسرة السعيدة تقوم على المنهج لصلاح المجتمع اما التخلص من المشاكل فلا يمكن ان يكون من طرف واحد بل من الطرفين الاساسيين في العائلة . بمعنى ان المشكلة تحصل مع الطرفين وكيفية التخلص منها تكون بمعالجة جدية من الطرفين ايضا فلا يجب ان نكبر ونعظم الامور بل بالعكس نعالجها بهدوء تام. كذلك نرفض كل ما هو سلبي ونتطلع الى الايجابيات. ان التخطيط للمستقبل يساعد على تسهيل الامور من اجل سعادة الاسرة . وكما نعلم ان اي عمل نفعله له ردة فعل لذلك علينا ان ننتبه ونستبق ردات الفعل السلبية . وهنا نعتمد في هذه الحالة على الاسلوب الاخلاقي وهو الاسلوب الصحيح للتعاطي بين بعض . وفي امكانية حصول خطأ ما علينا التحكم بمشاعرنا وعواطفنا والتغاضي ام التقليل من شأن المشكلة طبعا اذا كان الامر لا يستحق الاكثر . وفي حال ان الامر لا يمكن التغاضي عنه يمكن الانتظار حتى تهدأ الامور فنتحاور ونتفاهم حتى لا تعاد المشكلة مرة ثانية . فالحوار يهدئ النفوس ويؤدي الى توطيد العلاقة بين الطرفين . وهناك وسيلة الاتفاق على مبدأ لفض الخناق اذا حصل وذلك من الطرف الهادئ بعدم الرد والسكوت في وجه الطرف المتوتر . ويجب ان لا ننسى ايضا كم اعتنى الاسلام بامور الاسرة وسعادتها بوضع الاسس السليمة التي تقوم عليها الاسرة السعيدة وحماها من المخاطر التي تحيط بها ولم يترك ثغرة من شأنها ان تهدد وتهدم بنيانها واركانها . ومن الاسس السليمة التي تساعد على اختيار الزوجة الصالحة اني ارى في هذا الموضوع ان الاختيار لا يكون دائما صائبا وصحيحاً .فكم من زوج مظلوم مع زوجته والعكس صحيح كم من زوجة مظلومة مع زوجها وهنا برأيي ان التعارف او فترة الخطبة قبل الزواج يجب ان تكون لا قصيرة ولا طويلة اذ ربما يظهر المستور. وفي هذه الحالة ايضا ممكن لاحد الطرفين ان يقوم بتمثيل دور كله اخلاق وحب واحترام ويظهر العكس بعد الزواج. هنا الحظ كما كنا نسمع دائما من اهالينا حظه او حظها معتر كذلك كنا نسمع قول ان الحظ مثل البطيخة لا يمكن لاحد معرفته . والانسان الذي يحب السترة يصبر ويتحمل لكن ليس على حساب كرامته. وهنا نتعلم من كل هذا انه يجب علينا ان نبني سعادتنا ونربي على معاني الاسلام النبيلة وان نعرف ما يتوجب علينا من حقوق شرعية للطرف الآخر وكما علينا اقامة العلاقة الزوجية على اساس روح التعاون والتكافل والتفاهم وعدم المنة لانه يصغر من شخصية الطرف الثاني فلنتفق ولنعيش معا على الحلوة والمرة وهنا يتم ذلك بالاخلاق الحسنة التي تزيد من اواصر العلاقة . فلا لزوم للسب والشتيمة : روحي شوفي اهلك او روح شوف اهلك وانا كبرتك وساعدتك الخ من الالفاظ التي لا تفيد الا بالتباعد . لا نبادل الخطأ بالخطأ ولا القسوة باقسى منها فكلكم راع والكل مسؤول عن رعيته . فاقول وانصح : الهدوء والحوار ثم الحوار ثم الحوار واوصيكم بالترابط والتكاتف وحسن المعاملة وحسن المعاشرة والتربية الحسنة والكلمة الطيبة هذه هي السعادة نحن ضيوف في هذه الدنيا الفانية هذه دنيا وليست جنة

الدكتورة لميس الرفاعي