ثقافة وفن

*كتبتك وطنا من نور ونار*

أيتها الساكنة خارج أسوار اللغة، يا سرًا عصيًا على فك رموز اللهفة. كتبتكِ لهبًا؟ نعم، لهب الروح حين تجد وطنًا، ورسمتُ في عينيكِ سماءً، لا يحدّها زمنٌ. لكنني أدركتُ، يا حبيبتي، أن الشعر قيدٌ أحيانًا، وأن جوهركِ أعمق من بحرٍ، وأوسع من إنسانٍ. لم أتصوركِ عاصفةً تقتلع الماضي، ولا فجرًا يُولد من رمادٍ قضى. رأيتُ فيكِ أرضًا بكرًا، لم تطأها الأوهام، تحملين بذرة الحياة، وتزهرين في صمت الأيام. جميلةٌ الكلمات، تُلون الوجه الشاحب، لكن جمالكِ المطلق، يكمن في العمق الغائب. في صمتكِ ترتيلةٌ، لا تُكتب بحبرٍ، وفي نظرة عينيكِ، ألف حكايةٍ تُختصر. أحبكِ حين ينكسر صوتكِ، ولا تجدين مفرًا للدمع، أحبكِ حين تملّين دور البطولة، وترغبين بالرجوع. أسكنكِ لا كفكرةٍ عابرة، بل كجذرٍ في أعماق التربة، أحبكِ كامرأةٍ بسيطة، تحمل الكون في نظرةٍ مُرتبكة. فلتخرسِ القوافي، ولتسترحِ البحور، الحب الحقيقي همسٌ أبدي، يسكن ما بين السطور. أحبكِ أنتِ، الحقيقة العارية، بعد انقضاء المجاز، يا امرأةً أعمق من كل القصائد، وأجمل من كل الإيجاز.

قتيبة حسين علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى