أخبار العالم

المرأة اللبنانية وكفاحها: بين التحديات والإنجازات

في قلب الأزمات المتتالية التي يعيشها لبنان، تبرز المرأة اللبنانية كقوة فاعلة لا يمكن تجاهلها. لم تكن يومًا مجرد شاهد على الأحداث، بل كانت دومًا عنصرًا أساسيًا في صياغة المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ترفض التهميش وتواجه التحديات بثبات وشجاعة. منذ عقود، خاضت المرأة اللبنانية معارك شرسة ضد القوانين المجحفة، والمفاهيم التقليدية التي قيدت طموحاتها. ناضلت من أجل المساواة في الحقوق، والمشاركة السياسية، ورفع التمييز في قوانين الأحوال الشخصية، وحقها في إعطاء الجنسية لأبنائها. ورغم العقبات، استطاعت أن تحقق بعض المكاسب، لكنها لا تزال تصرّ على مواصلة الطريق. خلال الحراك الشعبي في أكتوبر 2019، كانت المرأة اللبنانية في الصفوف الأولى. صوتها كان عاليًا، ومطالبها كانت واضحة: وطن عادل، خالٍ من الفساد والطائفية، يضمن الكرامة والمساواة للجميع. لم تعد المطالب محصورة في حقوق النساء فقط، بل أصبحت شاملة تعبّر عن تطلعات مجتمع بأكمله. وتقول الكاتبة والناشطة الاجتماعية ريم نصر: “المرأة اللبنانية أثبتت أنها لا تنتظر الفرص، بل تخلقها. في كل مرة يتعثر فيها الوطن، تنهض النساء لحمل عبء التغيير”. وتضيف: “نحن لا نكافح فقط من أجل أنفسنا، بل من أجل أجيال قادمة تستحق وطنًا أفضل”. المرأة اللبنانية اليوم، وعلى الرغم من هجرة الكثير من الكفاءات وتدهور الأوضاع الاقتصادية، تواصل دورها الرائد في التعليم، والطب، والإعلام، والمجتمع المدني، والسياسة. وهي تشكّل مصدر إلهام لنساء المنطقة، ومثالًا حيًا على الإرادة والصبر في مواجهة المصاعب. كفاح المرأة اللبنانية ليس قصة فردية، بل هو مسار وطني. نضالها يعكس صورة لبنان الذي نحلم به: حر، منفتح، ومبني على العدالة والمساواة.

Hiam Al-Rifai

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى