مقالات

عثمان بن عفان

هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية بن عبد شمس من قريش . ولادته : ولد بالطائف ، ونشأ غنياً موسراً في سعة من العيش ، اذ كان أبوه من كبار التجار ، بين بلاد العرب وبلاد الشام . إسلامه : كان إسلامه بدعوة من أبي بكر الصديق ، فقد أخذ يبين له حقيقة الاسلام ، وسلامة أصوله وعقائده ويشرح له أسس الدعوة ، ويقول له : والله إنك لرجل حازم عاقل ، ما يخفى عليك الحق من الباطل ، هل ترى من هذه الأصنام إلا حجارة لا تنفع ولا تضر ؟فيقول عثمان : بلى والله ، إنها كذلك . ثم دعاه أبو بكر للاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قابله عرض عليه الاسلام ، فأسلم وشهد أن لا اله الا الله، وأن محمداً عبده ورسوله ، فهو يحكم هذا من السابقين الأولين . منزلته من رسول الله : توثقت صلته بالنبي صلى الله عليه وسلم ، عندما تزوج من السيدة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما ماتت حزن عليها عثمان عثمان حزناً شديداً ولم ير بعدها الا مهموماً . وعندما سأله الرسول صلوات اللهعليه عن سبب ذلك قال : هل دخل على أحد ما دخل علي يا رسول الله ؟لقد انقطع ظهري ، وانقطع الصهر بيني وبينك، فطيب النبي صلى الله عليه وسلم خاطره وزوجه أختها السيدة ام كلثوم ، ومن اجل ذلك سمي بذي النورين . بذله في سبيل نصرة الاسلام : عثمان بن عفان- في هذا الباب – أجود الامة نفقة في سبيل الله ، فلم تتطلب الدعوة الاسلامية مدداً من زاد أو مال أو سلاح إلا نهض به . ووهب نفسه وماله فداء للرسول صلوات الله وسلامه عليه ، ولنصرة الإسلام ، ولما دعا عليه الصلاة والسلام لغزوة تبوك ، وكان زمن عسرة وضيق ، نهض عثمان وجهز الجيش ، وقدم الأطعمة والخيل والإبل ، وتبرع بتسعمائة بعير ، وخمسين فرساً في سبيل الله ، وهو الذي اشترى بئر رومة من يهودي كان يبيع ماءها ، ويغلي ثمنه على المسلمين ، ثم جعلها صدقة جارية في سبيل الله. طريقة خلافته : بعد ان عاد المسلمون من دفن الخليفة الثاني عمر ، عقد أهل الشورى الذين عينهم للنظر في اختيار من يخلف أمر المسلمين منهم ، فهداهم الله الى اختيار عثمان بن عفان خليفة المسلمين في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة إلى ان توفاه الله سنة خمسة وثلاثين . امتداد الدعوة في عهده : واصل صلى الله عليه وسلم إتمام الفتوحات التي قام بها المسلمون في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر في أفريقيا وآسيا ،فأرسل الجيوش لنشر الدعوة الاسلامية والجهاد في سبيل الله ، فانتشر الإسلام . واتسعت رقعته ، وأخرج الناس من ذل الفرس والروم ، وعبودية الجبابرة والطغاة ، ورفرفت راية الاسلام خفاقة بالحرية والعدل على شمال افريقيا ، وأقاليم واسعة في آسيا سعدت بحكم المسلمين . وفي عهده انهزم الاسطول الروماني امام الاسطول الاسلامي ، وبسط المسلمون سلطانهم على بعض جزر البحر الابيض المتوسط . جمعه القرآن : ان من أجل الاعمال التي امتاز بها تاريخ عثمان هو نسخه القرآن الكريم ، وتوزيعه على الامصار ليكون هو المرجعالصحيح الوحيد لجميع المسلمين . الفتنة في عهده : ولي أمر المسلمين اثني عشرة سنة لم ينقسم الناس عليه شيئاً مدة ست سنين . ولقد كان لين الجانب ، شديد الحياء ، حليماً ، وكان قد تقدمت به السن مما أطمع فيه الغوغاء ، وطلاب الحاجات . وزعماء الفتنة لم يكونوا يبغون الحق ، فحاصروه في داره ، وقتلوه في الثامن عشر من ذي الحجة سنة ٣٥ هـ. وهو يتلو كتاب الله .

الدكتورة لميس الرفاعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى