ثقافة وفن

فيض المشاعر

أيها الرحالة، في خضم مسارات الحياة المتعددة، أحذر من أن تجعل قلبك محجوزًا في أي دار، بل دعه يتجول بحرية، كطائرٍ في الفضاء، فكل منزل ليس سوى محطة عابرة، تتلاشى فيها الذكريات كأضواء النجوم البعيدة في سماء الليل. أحب بصدق، لكن احرص على ألا تسجن روحك في أسماء وأماكن، فكل لقاء يحمل في طياته تجربة فريدة، وكل وداع يترك أثرًا عميقًا، لا تدع قلبك يختزل في جدران محصورة، فالحياة أوسع من حدود تُرسم، وأشمل من قيود تُفرض. عندما تأوي قلبك إلى منزل، تثقل كاهلك بأعباء الفراق، تعيش في ظل الذكريات، وتفقد سحر الرحيل وجمال اكتشاف المجهول. اجعل من كل مكان تضع قدميك فيه قصيدة، تكتبها نسائم الرياح، ويخطها الزمن برقة، دع قلبك يرفرف كفراشة، يستمتع بكل لحظة بشجاعة، ويترك بصمته الفريدة في الأجواء، حيث يبقى الأثر. أنت المسافر، فلا تجعل عينيك تتجهان إلى الوراء، فكل تجربة تخوضها هي خطوة نحو نور جديد، دع قلبك يحلق في سماء العواطف الحقيقية، فالحياة ليست مجرد رحلة، بل هي بحث دائم عن الحب في كل زاوية من زوايا العالم.

همام حسين علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى