حينما يختبيء الكلام

ما زالت الأجواء تحتضن حكايات القلوب، حيث تحوك الأسئلة خيوط المصير، ويدخل الإنسان عمق ذاته؛ يتدفق الحب مثل نهر متعرج، يخترق كل الحدود، يحمل آلامه وأفراحه. الحب، ذلك الشعور المقدس، بهاءٌ يتجسد في امرأة غاية في الجمال، لكن ما إن تلحق بها خيانة، تنقلب الورود إلى أشواك. يتلاشى السحر، وتدور الكواكب حول حزنها، وكأن الغموض يتلاعب بلحظات الوِصل والفراق. وفي جانب آخر، يقف الرجل الوسيم، المتغطرس بعاطفته، أمام امرأة شاحبة مع رماد فقدان الأمل، يتساءل في داخله: كيف يمكنه أن يُحب؟ فتكون الروح الطيبة المنبعثة منها هي البوصلة، فتنسل رويداً رويداً إلى عالم جديد يسعى لإصلاح ما تهدم. أما الزوج الطيب الذي فرضت عليه الحياة مزيجًا بين الأثيري والدنيوي، بين العواطف الدافئة والندوب المؤلمة، ينزلق في تجارب عميقة تتجاوز الشكل والظاهر. يدرك أن الحب ليس مظهرًا، بل تجربة شاملة تنقله إلى فضاءات جديدة، قد تكون أشبه بعنت العاصفة. تظل الدروس قائمة، مجسدة في كل خيانة، وكل ولادة، وكل عاطفة تُعاش. قد تُفقد الروح ذاتها، لكن يبقى هناك من يُعيد اكتشاف الأمل بين السطور، فيحتشد الفهم تحت سماءٍ واسعة، حيث يظل الحب طيفًا، يدور ككواكب في فضاء اللايقين، متعلّقًا بعمق التجربة وجوهرها.

قتيبة حسين علي