
في سكون الليل تتوارد الرؤى
و تتكشف رويدا حقائق الحادثات
و يدور حوار مع النفس وتأملات
أتسائل عما حل بالوجود وجرى
و بمواطن كان التغني لها بالانتصارات
في تراتيل أطفال وأشبال و زهرات
بمدارس وصفوف عن تاريخ بطولات
والكل يزهو بأرض الأجداد والخيرات
وبطولات سطرت و شغلت صفحات
في مدرستي كانت شعارات ورسومات
على أسوار و جدران ولوحات وقاعات
نموت نموت ويحيا الوطن في هتافات
و كلنا فداء للوطن وإعلام وخطابات
ثم أتت علينا لحظات ثقال فارقات
لم يستوعب العقل هوان لرجالات!
وشعوب خبا صوتها و هزلت كما الأموات!
وأضحت فريسة لغربان وبوم غازيات
لم يشفع لها تاريخ و أمجاد وثروات
أو سلام رفرفت له الأعلام و فتوحات
وخطب صدعت الرؤوس ومقالات
سنعمر ونزرع الأشجار ونشق القنوات
سنغرس زيتونا و فاكهة تجري لها خلجان
سنزرغ ونصنع ونشغل شبان وشبات
لكن بدت أحلامنا سرابا وتبددت الأمنيات
وقتل أطفال ونساء وشيوخ فسالت دماء
فروت الأرض وتكدست المقابر بالأموات
و اسودت الأجواء و بكت السموات
وحزنت الطبيعة و توارى القمر خلف سحابات
و خجلت الغيوم وضنت بأمطار صائبات
كما احمرت الشمس وأحرقت المزروعات
و اسودت الحياة والليالي شاهدات
واستبيحت الحرمات وضاعت المقدرات
هزات أرضية تنذر بخراب ودمار آت
أهو غضب من خالق الأرض والسموات ؟
أ لهذا المنحدر قد اتى بنا القدر والحادثات

أ..زين العابدين فتح الله