البطالة وأثرها على شبابنا والمجتمع

تُعدّ البطالة من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث، خاصة في صفوف الشباب، الذين يُفترض أن يكونوا الطاقة المحركة للتنمية والتقدّم. إنّ عدم قدرة الشباب على إيجاد فرص عمل مناسبة بعد التخرّج من الجامعات أو المعاهد يشكّل أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة تمتد آثارها لتطال المجتمع بأسره. أسباب البطالة: تتعدّد أسباب البطالة، منها ما هو مرتبط بالوضع الاقتصادي العام، مثل الركود أو ضعف الاستثمارات، ومنها ما يرتبط بسوء التخطيط التعليمي، حيث لا تتلاءم المخرجات التعليمية مع حاجات سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب تتعلّق بالفساد الإداري والمحسوبيات، وضعف سياسات دعم المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال. أثر البطالة على الشباب: البطالة تؤثر بشكل مباشر على نفسية الشباب وثقتهم بأنفسهم، ما قد يؤدي إلى الإحباط، والانعزال، وفي بعض الحالات إلى الانحراف أو الهجرة غير الشرعية بحثًا عن مستقبل أفضل. كما تحرم البطالة الشباب من فرصة بناء مستقبلهم المهني والمادي، وبالتالي تعيق تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي. أثر البطالة على المجتمع: المجتمع الذي يعاني من نسب بطالة مرتفعة هو مجتمع مهدّد بتفاقم المشاكل الاجتماعية مثل الفقر، والجريمة، وانتشار المخدرات. كما تتأثر عجلة الاقتصاد سلبًا بسبب انخفاض القدرة الشرائية، وتراجع الإنتاجية، وهدر الطاقات البشرية. الحلول الممكنة: لمعالجة مشكلة البطالة، يجب تبنّي سياسات تنموية حقيقية تركز على خلق فرص عمل جديدة، وتشجيع الاستثمار، وتطوير التعليم ليتلاءم مع متطلبات سوق العمل. كما ينبغي دعم المشاريع الريادية، وتحفيز الشباب على الابتكار والعمل الحرّ. إنّ معالجة مشكلة البطالة ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاون المؤسسات التعليمية، والقطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني. فبناء مستقبل مستقر ومزدهر لا يتحقق إلا بتوفير فرص عادلة لجميع الشباب ليكونوا شركاء حقيقيين في التنمية.

Dr.Hiam Al-Rifai