مجتمع وحياة

الفشل _ المفهوم والأسباب والحلول

المقدمة

إنّ الشعور بالفشل من أصعب ما قد يشعر به الإنسان في حياته ؛ وذلك لأنّه ينتج عن عجز الإنسان من تحقيق هدفٍ رسمه في حياته ، لكنّ الفشل في تحقيق غاية معيّنة لا يعني نهاية الحياة ، بل يجب أن يكون هذا الفشل تجربةً يستخلص منها الإنسان دروساً لتكون بدايةً لطريق النّجاح في حياته ، وإضافةً إلى ما يكسبه من تجارب فإنّه يحصل كذلك على شرف المحاولة مرّةً ومرّتين وثلاثاً حتّى يُحقّق النجاح المنشود، فالإنسان الذي لا يحاول ويخوض التجارب ولا يفعل شيئاً هو الذي ليس له نصيب من الفشل. التسرّع في الحُكم على المواقف المختلفة وتوصيفها على أنّها فشل هي من مشاكل إدراك معنى الفشل لدى الناس ، والشكل الأفضل أن يُنظَر إلى الفشل من زاوية أوسع ؛ ففهم الموضوع مع الخروج من دوامة الأحكام الجزئية التي يتمّ تعميمها على الصورة الكليّة يؤدّي إلى فهمه ، والعمل والمثابرة والاجتهاد لإنجازه ، وتحقيق فرصٍ لنجاحات مستقبليّة ، فما تعريف الفشل؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يُمكن تخطّيه وصولاً إلى النّجاح؟

✳️

تعريف الفشل في التعريف القديم للفشل ، كان يُعبَّرعن الإخفاق بوصفه نتيجةً للعجز أو الأهمال، وعدم القدرة على الوصول إلى الأهداف ، إضافةً إلى كونه خطأً يستوجب العقاب والتأنيب ، أمّا تعريفه #الحديث فقد اتّخذ شكلاً آخر يجعل من الفشل نتيجةً ليست مُتوقَّعةً ، لكنّها تقود إلى تحدٍّ مُستمرّ ، وحافز لمزيد من التجربة ، ومرحلة انتقاليّة لتحقيق الأهداف ، وفرصة جديدة لاكتساب خبرات أوفر ، فالإخفاقات في الوقت الحالي ضمن هذا التعريف مُؤذِنة بنجاحات كبيرة مستقبلاً.

✳️

أسباب الفشل هناك عدّة أسباب تؤدّي إلى الفشل ، وهي كما يأتي :

🖋️

عدم قدرة الفرد على فهم الآخرين ، وعدم امتلاك المهارات المناسبة للتعامل والانسجام معهم.

🖋️

طريقة التفكير السلبيّة ، وردود الفعل السلبيّة تجاه ما تتمّ مواجهته في الحياة.

🖋️

عدم مناسبة الظروف وطبيعة العمل لمستوى المهارات والقدرات.

🖋️

فقدان التركيز.

🖋️

اللامبالاة وعدم الالتزام.

🖋️

التعلّق بالماضي وعدم القدرة على التعامل مع الواقع الحاضر ، وعدم الرّغبة في إحداث تغيّرات جديدة.

🖋️

عدم إعطاء الوقت الكافي لإنجاز الأهداف ، وامتلاك عقليّة مختصرة تحاول اتّخاذ أقصر الطُّرق للإنجاز.

🖋️

الاكتفاء بالموهبة والاعتماد الكليّ عليها ، دون البحث عمّا يُعزّز هذه الموهبة ويُطوّرها.

🖋️

الاعتماد على معلومات منقوصة أو غير كافية ، واستخدامها لاتّخاذ القرارات.

🖋️

غياب الأهداف ، وعدم معرفة الشّخص ما يُريد ، وإلامَ يسعى.

✳️

كيفيّة تخطّي الفشل يمكن الاستفادة ممّا يأتي لتخطّي الفشل :

1⃣

الإيمان بالله ، وأنّ الفشل هو تمحيص واختبار منه ؛ ليرى صبر الفرد والرّضا بقضاء الله الذي يحفّزه للعمل والبذل والمحاولة ، والسعي لتخطّي مشاعر القلق وخيبة الأمل.

2⃣

التّعامل بإيجابيّة ، والقدرة على التحكم بالانفعالات ؛ فعند التعامل بإيجابيّة ، وضبط النفس والانفعالات تجاه ما تتمّ مواجهته من تجارب ومصاعب ؛ يمنع ذلك الاستسلام للظروف ، ويقوّي المناعة تجاه الفشل ، ويفيد في استخلاص التجربة منه.

3⃣

تفهّم الفشل دون جعله يستحوذ على التفكير المُسبّب للشعور باليأس ، وتحويله إلى حافز للنجاحات ، وملهم للتجارب الجديدة التي تكون نسبة الخطأ فيها قليلة.

4⃣

عدم تحميل الآخرين أسباب الفشل وجعلهم شمّاعةً للركون إليها ، وعدم تعليق أسباب الفشل على الآخرين ، فهذا ممّا يجعل من الفشل تجربةً غير مفيدةٍ ولا مُلهِمةٍ ، بينما يجب أن تكون حافزاً لمزيد من التجارب التي تحمل فرصاً للنجاح.

5⃣

تحليل مُسبِّبات الفشل بشفافية ، وتدارك هذه الأسباب في أيّ تجارب جديدة.

د. جميل حسن شروف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى