اكتشاف جديد
اكتشاف جديد
أعتقد أني وصلت لإستنتاج مهم جداً في حياتي ، لقد اكتشفت أني أنجذب إلى الأفكار الذكية أكثر بكثير من الوجوه مهما بلغ جمالها ، الأفكار الذكية تجذب روحي وتجعلني أرى الشخص الذي أمامي بصورة أُخرى أجمل مما هو عليها أي أنني أرى ما هو جميل بداخله وأُقدره وإن سنحت الفرصة للغوص في أفكاره والتمتع بطريقة تفكيره التي غالبا ما تُناسب طريقة تفكيري بالطبع أسبح في بحوره فربما وجدت جزيرة في بِحاره تحتاج لأحداً أن يكتشفها وهو نفسه لا يعرف شيئاً عنها والجُزر الداخلية أجمل بكثير علي ما أعتقد من الجُزر الخارجية وعلى النقيض تماماً عندما أتكلم مع شخص وأتوقع منه أن يفهمني وأجد صعوبة في التعبير عما أريد من أفكار ،أشعر بقليل من الضيق وربما يتغير مزاجي للأسوأ ، لأنه لو كان يفهمني لما أساء فِهمي وما أساء الظن بمحتوى أفكاري، فأحياناً أتكلم مع بعض الناس وأجده لا يُكمل نصف الكلام ثم يقول : أنت تفهم ما أريد أن أقول فلا داعي لأن أُكمل ،أقول نعم ،ثم يصمت أو يُكمل في بناء فكرة جديدة ،لأنه أدرك أني فهمته. لذلك عندما أتحدث مع أحد أحاول بجد أن أستمع له بإنصات أكثر مما أتكلم فمجرد الإستماع الجيد يُريح ، ولكن يجب أن يكون ذلك الشخص صريح ، فتهديه كل حواسك وتشاركه ما يقول وتتعمق معه فيما يجول في خاطره . لست الشخصية المثالية التي تبحث عن أشخاص مثاليين ولكني شخصية بسيطة أبحث عن نفوس بسيطة تشبهني بعيداً عن التكلف في كل شيء ومحاولة الظهور والتظاهر بمثالية مزيفة ، فلا أحد مِنا مثالياً ،كلنا عيوب ونحتاج بعض الأشخاص يصارحوننا بهذه العيوب حتى نُصلحها ولكن ان كشفوا عيوبنا لا ينفرون منا ولا ننفر منهم ، إن وجدنا مثلها عندهم ولكن نحاول أن نُصلح من بعضنا البعض، فذلك مثل شجرة من الورد جف غُصن منها فيقوم صاحبها بإزالة ذلك الغُصن ولكنه لا يُزيل الشجرة وبعد إزالة ذلك الغُصن تشتد الشجرة وتزدهر وتتفتح وروداً أكثر تعرف لماذا ؟ لأنه يفهم زرعته ويعرف أنها شجرة ورد وليس شجرة غصون جافة، فهو واثقٌ من أصلهاوكذلك الأفكار النيرة والنوايا التي نراها في اصدقائنا تزدهر وتصبح أكثر فهي مثل بئر في داخلهم كلما أخذت منه ماءاً جاء غيره ماء أعذب وأنقى وإذا شابته شائبة في مرة من المرات أذلتها بكل بساطة وأكملت الإرتواء من البئر فهل تعتقد أن ردم البئر عند رُؤية الشائبة سيُفيد؟
وهل كل طالب للماء سيستفيد ؟
د.محمد الشريف