“الرجل الصالح نبراس الأخلاق والإيمان”

في زمنٍ تاهت فيه القلوب، وابتعدت عن خطى الإيمان، يبرز الرجل الصالح كنجمة تضيء سماء الأخلاق، إيمانه كالصخر، لا يتزعزع، وعبادته كالنهر، تجري في قلبه، تسقي روحه. خائف من الله، ينظر بعينٍ خاشعة، فخوفه كظل الغمام، يقيه نار الهوان. يُحسن معاملة زوجته، كالأزهار في بستان الحياة، يُسقيها حبًا، ويُظللها برحمة، فتكون له عونًا وسندًا. بر والديه، كالشجرة التي تُثمر، يُقبل أيديهما، ويُقبل الأرض تحت أقدامهما، فلا يُقبل إلا ما كان طيبًا. مع أولاده، يُربيهم على الفضيلة، كمن يغرس البذور في أرض خصبة، فينبت الخير في قلوبهم. مع جيرانه، كالنجم في سماء المجتمع، يُشاركهم الأفراح، ويتحمل الأتراح، فلا يترك أحدًا دون ابتسامة أو كلمة طيبة. صديقٌ وفي، كظلٍ لا يفارق، يُساند في الشدائد، ويُشارك في المسرات. قانعٌ بحياته، كمن يشرب من نهر الرضا، يُدرك أن القناعة كنز، يكفيه من هموم الدنيا. حلمه يدفعه نحو العلا، كطائرٍ يحلق في الفضاء، لا يرضى بالقليل. مُرؤةٌ في القلب، كالأشجار العتيقة، تُعطي دون انتظار، وتُحسن دون حدود. زاهدٌ في الدنيا، كمن يزرع الزهور في بستان روحه، لا يعبأ بالزخارف، بل يسعى لما ينفع. تواضعٌ يزينه، كالفجر الذي يُشرق بلا كبرياء، يُحادث الكبير والصغير، كأنهم سواسية في عينيه. يسبح بحمد ربه، كالأمواج التي تُداعب الشاطئ، تُذكره دائمًا بنعمه وفضله. يحب للناس ما يحب لنفسه، كالشمس التي تُشرق على الجميع، تُضيء دروبهم، وتُدفئ قلوبهم. راضٍ بقدر الله، كالسفينة التي تبحر بثقة في بحر الحياة، لا تخشى العقبات. كرمٌ يتجلى في كل تصرف، كالماء الذي لا ينقطع، يُعطي بلا حدود، ويُسهم في إسعاد الآخرين. تسامحٌ يُحلق في الأفق، كالعطر الذي يفوح، يُنقي الأجواء، ويُعيد السعادة للقلوب. عزة نفسٍ تجعله شامخًا، كالجبل الذي لا يتزحزح، يرفع رأسه في كل المواقف. ابتسامته بشاشة، كالألوان التي تُزين لوحة الحياة، تُدخل السعادة إلى النفوس. لا يُسيء إلى الآخرين، كنسيم الربيع، يُنعش القلوب، ولا يغتاب، بل يتجنب الغيبة كمن يبتعد عن الشوك. لا يكثر من الكلام فيما لا ينفع، كالعصفور الذي يُغني بأجمل الألحان، يختار كلماته بعناية، فلا تتناثر ككلمات الرياح. يتمسك بالصدق، كمن يمشي على درب الحق، فالكذب سحابة تمر، لكن الصدق شمسٌ لا تغيب. يُغض بصره عن المحرمات، كالحارس الذي يحمي كنزه، فلا ينظر إلا لما يرضي الله، فيكون له نورًا في الدنيا والآخرة. حليمٌ لا يُستفز، يُواجه التحديات برحابة صدر، كالجبل الذي لا يتزحزح أمام العواصف. ينظر إلى الحياة بتفاؤل وجمال، كمن يُشاهد الفجر يُشرق بعد ليلة مظلمة، ويُدرك أن لكل ظلامٍ نورًا. صبره في مواجهة المصائب كالصخر الذي لا يتآكل، يتلقى الأذى بابتسامة، ويواجه الصعوبات بقلبٍ ثابت، يدرك أن كل بلاءٍ هو اختبار، وكل محنةٍ هي فرصة للنمو. في الأوقات الصعبة، عندما فقد عمله، لم يُظهر انكسارًا، بل بحث عن فرص جديدة بجدٍّ وإصرار، كالفارس الذي لا يتراجع عن المعركة. وعندما أصابته مصيبة في عائلته، جلس مع نفسه، وأخذ نفسًا عميقًا، مُستندًا إلى إيمانه، وذكر أن كل شيء مقدر، فصبر كالجبل الراسخ في وجه الرياح. إذا سقطت به الدموع، جعل منها سُبلًا للرحمة، وعاد ليقف شامخًا، كالنخلة التي تظل تثمر رغم العواصف. يستمع بإنصات، كالأرض التي تمتص المطر، لا يتعجل في الرد، بل يترك الآخرين يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم. يُقدر جهود الآخرين، كمن يزرع الزهور في حديقة، يُعبر عن امتنانه بكلمات تشبه العطر، تُدخل البهجة إلى القلوب. يتسامح مع نفسه، كالنهر الذي يجري دون أن يتوقف، يُدرك أن الخطأ جزء من الحياة، ويواصل السير نحو الأفضل. يُعطي الوقت والجهد، كالشمس التي تُشرق بلا حدود، يُخصص لحظات من يومه لمساعدة المحتاجين، فلا يبخل بمد يد العون. يتمسك بقيمه ومبادئه، كالنخلة التي تبقى شامخة رغم التحديات، لا ينحرف عن الطريق المستقيم مهما كانت المغريات. يمتاز بالمرونة، كالماء الذي يتكيف مع كل شكل، يواجه التحديات بتفاؤل، ويتقبل التغيير كجزء من الحياة. يُحب التعلم، كالفراشة التي تبحث عن الأزهار، يسعى لاكتساب المعرفة، ويُشاركها مع الآخرين، مُعتبرًا أن العلم نور. يُدافع عن الضعيف، كالأب الذي يُحمي أبناءه، يُنادي بالحق ويناصر المظلوم، دون خوف من التبعات. يستمتع باللحظات الصغيرة، كمن يتذوق ثمرة حلوة، يجد السعادة في التفاصيل اليومية، ويُشعر الآخرين بقيمة كل لحظة. يبتعد عن السلبية، كمن يسير في طريق مضيء، يُشجع الآخرين على الإيجابية، ويُحول التحديات إلى فرص. لا ينظر لما في أيدي الناس، كمن يزرع في أرضه، لا يلتفت إلى زروع الآخرين، بل يسعى لزرع الخير في قلبه. هكذا هو الرجل الصالح، شمسٌ تُشرق في قلوب من حوله، تُضيء الدروب، وتُسهل السبل نحو الخير، فهو الأمل في زمنٍ صعب، والنجاة في بحار الحياة.

هائل العبيدي