ثقافة وفن

ذكرياااااات

اطردُ ذكريات الماضي من زوايا هذه الغرفة كما يفعل المرء حين يسعى لتحرير نفسه من سكرات الزمن المنصرم أحرر روحي من الأثقال التي تثقل كاهلي، وأترك الرؤى تنزلق من بين أناملي كأنها قطرات مطر تتساقط في يوم صيفي حار، أرى خطواتي تتلاشى في ظلمة الليل، وكأنها سرابٌ يختبئ بعيداً في صحراء الحزن والوحدة والليل يحاول اقتحام قلبي، يتسلل برفق من خلف نافذتي المتلألئة، ويوقظ بداخلي شجن الذكريات التي لا تفارقني تتراقص أنفاس نهر السنابل، تروي قصة عود يابس يتوق إلى لمسة دفء الشمس ونسيم الربيع المنعش الذي ينعش القلوب أطرد الابتسامة المزيفة التي تتسلل إلى لغتي، كأنني أواجه خيالكِ في كل كلمة أنطق بها، بينما ينزلق الوضوح، الذي يعجز عن شفاء الألم العميق، في الهواء كدخان يتلاشى في الفضاء، أغرس أفكاراً جريئة في بستان نفسي، وأسأل نفسي: هل يمكن أن تكون الجرأة عذبة كما هو الحب الذي يتجلى بين الأسطر المدفونة؟ أم سأظل أسير تلك الذكريات، ألاحق الفرح في زوايا الحزن التي تحيط بي، بينما أعيد صياغة حكايتي بأحرف تفيض بالشغف وحرية بلا حدود، فإن كان الكلام الجريح يصرخ بلا صوت، فإنني أستشعره بوضوح في صمت الساعات الطويلة التي تمر كالعمر، أطرد الذكريات، لكنها تلاحقني كأنها حكاية لا تنتهي، في كتاب العشق الممنوع الذي يحمل في طياته الكثير من الألم والجمال، أعيد كتابة قصتي من جديد، بكلمات تتنفس الحياة وتعيد للأمل طعمه، محاولاً إيجاد سبيلي بين خيوط الزمن المنسوجة من الذكريات والأحلام.

قتيبة حسين علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى