المزيد

عاداتنا دروس وعبر

عاداتنا ” دروس وعبر”———-

د.صالح العطوان الحيالي

في اﺣﺪﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻤﺴﺔ، ﻛﺎن ﺍﻟﻤﻌﻠم خالد الملا رحمه الله واسكنه فسيح جناته يعطي ﺗﻼﻣﺬتهﺍﻟﺪﺭﻭﺱﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ.وكانت مدرسته في احد المناطق الريفية المطلة على نهر دجلة المميزة بجمال موقعها وطبيعة المناطق المحيطة بها وفي منطقة الطارمية بالتحديد ، ﻓﺨﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎله ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺍلطلاب ﺇﻟﻰ ﺨﺎﺭﺝ الصف ﻟيعطيهم ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻲ حديقة المدرسة ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وخاصة كان الوقت ربيع وأشجار مخضرة والأزهار متفتحة . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺼﻐﻲ ﺇﻟيه، ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪه ﺇﻟﻰ ﻓﺴﻴﻠﺔ ﻣﻐﺮﻭﺳﺔ ﻓﻲ حديقة المدرسة ﻭﻃلب ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻳﻘﺘﻠﻌﻬﺎ.ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺴﻴﻠﺔ ﻭاﻗﺘﻠﻌﻬﺎ. ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻛﺮﺭ الأمر مرة أخرى ،ﻓﺬﻫﺐ طالب اخر ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﻠﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌلم ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻃلب ﻣﻦ طالب اخر ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻌﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ الطالب ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ . ﻓﺎﺑﺘسم ﺍﻟﻤﻌلم ﻭﻗﺎل للطلاب : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻛﻌﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﻣﺮﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﻦ ﻧﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﻞ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺮ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﻧﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻼﻉ ﺃﻳﺔ ﺧﺼﻠﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ . ﻓﻤﻦ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺳﻴﺌﺔ، ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺒﻜﺮﺍ .وكما قال المثل ” الطبع اللي بالبدن لايغيره إلا الكفن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى