المزيد

الوحدة لا تُجَرِب الوحدة ستدمنها

الوحدة لا تُجَرِب الوحدة ستدمنها

الوحدة شيء قاسي ولكن لو جربتها ستدرك أنها الملاذ الآمن ، لا يُزعجك من حولك بل يُزعجك فقط ضوضائك الداخلي ، ليس فيها صوت عالي ولا فيها أشخاص يعترضون فقط من أجل الإعتراض أو لإثبات أن شخصيتهم قوية من خلال الإعتراض ، حتى ولو كان الموقف لا يستحق الإعتراض ، فهم دائماً في الاتجاه العكسي ويعترضون مقدماً ولإثبات أنهم على حق لابد من استخدام أصواتهم العالية التي يظنون أنها كلما ارتفعت كان ذلك أفضل لإثبات وجهة نظرهم . الوحدة فيها ذكريات تقتل وذكريات نعيش من أجلها الآن ولكن في الوحدة عيب خطير، أنها مقبرة مُظلمة ندفن فيها الحاضر وننسى أن هذا الوقت الذي يمر فيها محسوب علينا وسوف لا يرجع ثانية لنعيشه مع من نريد في سعادة ولكن ما طبيعة هذا الواقع الذي نهرب منه لنعيش في ظلام الوحدة ؟ لابد وأنه أكثر ظلاماً … نهرب من ظلام حتى نعيش في ظلام ولكن ظلام الوحدة أكثر سلام… في الوحدة تسمع صوتك الداخلي يقول ما الذي أدي بك إلى هذه المرحلة… ولماذا أمام الناس تقود القافلة… وفي وحدتك تقودك آلامك القاتلة ؟ ارجع الى صوابك يا بُني فالوقت يمر وانقذ ما تبقى فالأيام راحلة … ولا تسأل وحدتك كثيراً ،وحدتك لن تُجيبك عن كل هذه الأسئلة ، انظر الى الوراء ولكن انظر فقط لأيامك الحافلة التي كنت فيها سعيداً ولا تنظر لتلك الليالي التي جعلت عيناك ذابلة ،عليك أن تُدرك أن الأيام ليست دائماً عادلة ستصيبك سهام من البشر حتى لو كانت باطلة ،اصبر يابُني وانتظر للمعركة الفاصلة ،التي ينتصر فيها الحق وستجد الحقيقة أمامك ماثلة . يا وحدتي لم ألجأ إليكِ من فراغ لقد تعبت… وتعبت…لا تنسي عندما احكي لكي قصتي تقفي أمامي ذاهلة وتواسي ما تبقى مني.. وتدّعي أنك غافلة ،تعرفين لأين وصلت وانها لمرحلة قاتلة ، أراكي تشكين مني هل مللتِ مني ؟ لو شعرت ذلك مرة ثانية سوف لا اخبرك شيئاً عني .. وأجعل حقيقتي مُكبلة … قالت يابُني أشعر بك دائماً ولكن لا أُريدُك معي أريدك أن تعيش… لا تعِش وحدة فيها الحياة قاسية ولا تطلب الشفاء من وحدة ليست للجروح شافية .

د.محمد الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى