ثقافة وفن

الهوس بالمظاهر واثره على المجتمع

في زمن أصبحت فيه الصورة أهم من الجوهر، يعاني المجتمع من ظاهرة متزايدة تُعرف بـ”الهوس بالمظاهر”. لم يعد تقييم الأشخاص يتم بناءً على أخلاقهم أو قدراتهم، بل أصبح المظهر الخارجي، واللباس الفاخر، وامتلاك أحدث الأجهزة والسيارات، هو المعيار الأبرز في نظر الكثيرين. يُسهم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تغذية هذه الظاهرة، من خلال عرض نماذج “مثالية” لا تعكس الواقع الحقيقي. يتسابق الناس لنشر لحظات تبدو مثالية فقط لإثارة إعجاب الآخرين، حتى لو كانت مفبركة أو مكلّفة فوق طاقتهم. هذا الهوس لا يمر دون أثر؛ فهو يؤدي إلى مشاكل نفسية كالشعور بالنقص والاكتئاب، خاصة لدى الشباب الذين يشعرون بأنهم غير قادرين على مجاراة هذا السباق. كما تنتشر النزعة الاستهلاكية والديون في سبيل مجاراة المظاهر، ما يؤدي إلى أعباء اقتصادية كبيرة. في المقابل، يحتاج المجتمع إلى إعادة التوازن بين المظهر والجوهر، والتركيز على القيم الحقيقية كالأمانة، والإبداع، والتواضع. التربية الواعية، ونشر النماذج الواقعية والملهمة، هي خطوات أساسية في هذا الاتجاه. في النهاية، المظهر ليس عيبًا، لكن الهوس به على حساب الأخلاق والراحة النفسية قد يكون مدمرًا على المدى البعيد.

هيام محمد الرفاعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى