مصالح شخصية
مصالح شخصية
هنالك أشخاص شعارهم الأبرز في الحياة التسلق على اكتاف الآخرين .. في كثيرا من المناسبات يحصدون ما يزرعه غيرهم، ويجنون ثمار ما تعب فيه الناس وبذلوا في سبيله العرق، ويسرقون جهود الناس ونجاحاتهم…
ومن منغصات حياتنا أننا ابتلينا بمعاشرة مثل هؤلاء الأصناف السيئة من الناس فهم يتلوَّنون كالحرباء ويتصفون بكل صفات الخيانة والغدر والمكر والخداع،إذا أقبل عليك أحد المتسلقين حسبته من خيرة الناس، وإذا خرج من عندك تناولك بلسانه ولم يترك فيك حسنة إلا قبَّحها، ولا خصلةً حميدة إلا قَلَبها…
فهؤلاء القوم يجيدون الأكل على كل الموائد، ويتظاهرون بالصدق والطيبة والتفاني والإخلاص، ويدَّعون الفضيلة والقرب من الله تعالى، ويزعمون أنهم من أهل الفضل والتقوى والصلاح، ويدَّعُون أنهم يقدِّمون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، ويتظاهرون بما ليس فيهم، ويقولون مالا يفعلون ويعظِّمون أعمالهم وإنجازاتِهم ولو كانت قليلة وغير مهمة، ويفتخرون كثيرا ببراعتهم، ويمتدحون أنفسهم وينسبون لها كل الفضل، ويمجِّدونها بأعمال لم يؤدوها ولم يقوموا بها، أو ربما شاركوا فيها بما لا يُذكر من الجهد والحلال عندهم ما حلَّ في أيديهم، ولو حل في أيدي غيرهم شيء من الحلال ولو يسير حرَّمُوه…
يتشبثون بكل الوسائل للوصل إلى بُغيتهم، لا يأبهون بقبيح أعمالهم، انتُزِع الحياء من وجوههم، يسارعون في حرمان كل خير لغيرهم، بكل وسيلة شيطانية،هذه الفئة من الناس تمتلك قدرة فائقة على التشكُّل والتَّلوُّن بحسب الظروف والأحوال، وكل غايتهم الوصول إلى القمة ولو على حساب شقاء ومعاناة الآخرين وامتصاص دمائهم والصعود على أكتافهم…
دائما ما يخدعُون الأشخاص الطيبين أصحاب النوايا الحسنة، ويستخدمونهم مطية للوصول إلى هدفهم وتحقيق مصالحهم، وكثيرا ما يستخدمون غيرهم أداة في أيديهم للطعن في خصومهم، وأداةً طيِّعَةً تصنع لهم المجد الزائف…
اخواني الأعزاء التسلق على أكتاف الآخرين لا يعد مجداً بل هو نجاح زائف ولا بد من أن ينسدل الستار عن تلك المسرحية الوهمية وتنكشف من الشخصية الرئيسة ومن تقمص دورها وضحك على نفسه وعلى الناس بسيناريو كتب لشخصية عظيمة وأدى ذلك الدور «كومبارس» مبتدئ تعود نطق عبارات متكررة وأبرزها: أنا فعلت، أنا عملت. فداء النرجسية سيطر عليهم سيطرة تامة وجعلهم يتمادون أكثر ولكن هنا يأتي السؤال أين حقوق المجتهدين الذين سلبت على أيدي هؤلاء المتسلقين؟!.
الدكتور محمد صالح القيسي